التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عاطل جداً


الحلقة الأولى: أنا اتخرجت!






"أنا اتخرجت النهارده"
مش عارف ايه السبب اللي خلاني أقول الجملة دي للراجل اللي كان راكب جنبي في المواصلة من الكلية للبيت، كنت لسه مستلم الشهادة وحاسس بحماس غريب، أي نعم أنا عارف الحقيقة المرة إن مفيش حد لاقي شغل بس مش مهم، المهم إني أخيراً اتخرجت وخلصت سنين الدراسة والمذاكرة، عشان كده قلتها من غير محس وبابتسامة ملت وشي...
"أنت أهبل يا لاه"
كده خبط لزق الرجل رد عليه وهو باصص لي بقرف واستغراب كأني واحد عبيط...
"أفندم"
"بقولك إنت...إنت... أهبل؟!"
بصراحة معرفتش أرد عليه ولقتني بضم حواجبي في استغراب وحيرة وهو بص قدامه كأن مفيش حاجة خالص، وأنا

سكت وفي نفسي بقول...
"جتك نيلة...بس برضو مش مهم...المهم أنا اتخرجت النهارده"


بما إني متربي في قرية يعني الريف وأخلاق الريف فكان لازم الناس تيجي وتبارك وطبعاً الحاجة الساقعة بتكون شيء أساسي سواء عشان نقدمها للضيوف أو الضيوف نفسهم بيجيبوها كنوع من المشاركة في الفرحة يعني...

كنت حاسس بقى كأني عريس والناس عمالة تقولي "مبروك يا أستاذ...عقبال الشغل وبعدين العروسة"
يا سلام كلام جميل ويفرح مش الراجل العبيط بتاع الصبح...

طبعاً أنا معنديش مشكلة مع التجنيد لأني الوحيد على تلات بنات يعني من بكرة ممكن انزل بقى أدور على شغل...

اه صحيح نسيت أقولكو إني خريج آداب انجليزي، يعني فرصي كويسة في التدريس، تقديري جيد جداً بس كان في حلة محشي كوسة كبيرة أوي بيوزعوها مع الشهادات فمبقتش معيد، عموماً أنا متفائل خير وحتى لو مفيش مدارس هلم كام عيل من ولاد الجيران وأديهم دروس خصوصية...يا سلام... هو أنا هغلب يعني...يبقى إسمي بقى مستر وائل...ونعم المسترة والله


"آداب انجليزي تقدير جيد جداً"...
"انت قلت لي مين اللي بعتك"
مدير المدرسة كان واضح عليه الضيق مش عارف ليه، كان راجل في الخمسينات ومربي دقنه ولابس نظارة سميكة والصلع كان غزا الجزأ الأكبر من مقدمة شعره...
"كمال باشا السحيمي" المفروض إن كمال باشا ده يبقى رئيس مجلس إدراة المدرسة دي، بس الواضح إن مفيش عمار بينه وبين الراجل اللي قدامي، بس ليه؟
قبل مسترسل في أفكاري لقيت مدير المدرسة حط الكارت اللي كنت اديتهولوه وأنا بقوله اسم كمال باشا وقالي بنفس حالة الضيق..."طب هنبقى نكلمك"
ايه الراجل ده؟ هو بيقول ايه؟! اش حال كنت جايله من طرف رئيس مجلس الإدارة بذات شخصيته، اللي هو برضو يبقى عضو مجلس شعب!

"يعني هتتصلوا بيه حضرتك قبل الدراسة"
"ربنا يسهل ...هنشوف هنشوف"
كان واضح إن الموضوع بالنسبة له محسوم...

خرجت وأنا شايل شباشب حُنين وبضرب كف على كف والإحباط مليني والنتيجة كانت معروفة بالنسبة لي من غير شك...طوز فش


لما حكيت لأبويا الموضوع هز رأسه وقال...
"ذي متوقعت"
"توقعت!...يعني كنت عارف اللي هيحصل"
"مش عارف بس توقعت"
"طب ليه...متفهمني"
"الراجل اللي انت قابلته إخوان، والسحيمي باشا ده بقى ظابط سابق استقال ودخل انتخابات مجلس الشعب وكسب واتعين رئيس مجلس المدرسة اللي كان أغلبها أخوان...بس... وهاتك يا تعيين في ناس تبعه، بس يا سيدي هي دي القصة فهمت؟"

اممم يعني أنا ضحية الأخوان والحكومة...قشطة

رغم إن مقابلة مدير المدرسة كانت أبلكاش إلا إن الأمل كان برضو رابط على قلبي وبقول يمكن ...جايز...خليك مؤمن يا واد...المهم خلتني منتظر رنة تليفون أسمع فيها كلمة "مستر وائل ياريت تشرفنا المدرسة" بس محصلش! مرت الأيام يوم ورا يوم لغاية مالدراسة بدأت ومحدش عبرني!

طبعاً أنا مش هستسلم ابداً وأكيد هلاقي شغل...مهو مش معقول همد إيدي وأخد مصروفي من أبويا وأنا شحط كده، كفايا عليه أخواتي البنات، تلات بنات في تلات مراحل دراسية مختلفة من الابتدائي للثانوي للطب، وانتو عارفين بقى مصاريف الدروس الخصوصية وخلافه...يعني أنا معنديش بديل غير أني ألاقي شغلانة وبسرعة...

صديقي الصدوق أسمه صلاح، مع بعض من أيام الابتدائي بس هو دخل كلية اقتصاد منزلي قسم أزياء، أياميها قعدنا نألس عليه ونقوله يعني هتطلع ترزي حريمي على آخر الزمن، طبعاً كنا عبط لأن صلاح اللي كان مش عاجبنا ده بمجرد مبدأ يتعلم يمسك المقص وهو بدأ يسوق لنفسه ويعمل زباين، طبعاً في الأول كان بيعك وممكن يطلع فستان على أنه شوال أو بنطلون رجل أطول من رجل وسمع تهزيق وتريقة من طوب الأرض بس في النهاية أثبت أنه فنان وترزي ألافرانكه...

أنا بقى بعرفكم على صاحبي ده لأنه معايا طول الوقت وهتشوفوه كتير وكمان هيساعدني من وقت للتاني ألاقي شغل...

المهم أنا نويت والنية على الله أنطلق في رحلة البحث عن شغل وكلي عزيمة وإصرار لتخطي أي معوقات وطبعاً أنتو هتكونوا معايا في الرحلة دي، وهحكي لكم على اللي بيحصل فيها أول بأول ومفيش مانع طبعاً تقولو لي رأيكم وتنصحوني وطبعاً مش هوصيكم لو حد يعرف سكة كده ولا كده لشغلانة ميبخلش على أخوكم.

قريب جداً هسمعكم أخبار كويسة إن شاء الله...إدعولي





تعليقات

‏قال سَارةٌ
القصه دي بقى جميله اووي ..

بس حلوو التفاؤل اللي فيها ده .. يلا خليه يضحكله يومين قبل ما تقلب :D

أكيد متابعاها .. :)
‏قال شوارعي
أكيد في تفاؤل الراجل لسه يدوبك وردة مفتحة بس إن شاء الله تتقفل قريب...:)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فانوس رمضان

لا يخرج إلا من العام إلى العام...يبقى منزوياً في ركن ما داخل البيت إلى أن يأتي ذلك الموعد الذي ينتظره بفارغ الصبر...يستبشر إذ يرى صاحبه آت إليه فيهيئه ويجهزة ليعود جميلاً متألقاً جديداً كما كان... ما أجملك يا فانوس رمضان... كل عام وأنتم جميعاً بخير

الصفحة المطوية : الحلقة السادسة... صيد العصافير

 الصفحة المطوية : الحلقة السادسة صيد العصافير! "الصفحة المطوية قصة مسلسلة على حلقات على صفحات هذه المدونة، ويمكن الوصول لجميع الحلقات من هنا ، كذلك يسعدني تلقي أي استفسار أو تعليقات" لم يبدو على تلك الغرفة أن الشمس أو الهواء النظيف قد دخلاها من قبل، ناهيك عن الرائحة التي توحي إليك أن ذلك الكائن الملقى على سريره مجرد جثة هامدة...ولولا صوت أنفاسه التي كانت توحي أنه يعاني كابوس ثقيل جاثم على صدره بينما وجه يتصبب عرقاً... فجأة صوت خبط عنيف وسريع على الباب....قام ذلك الكائن الذي لم تظهر ملامحه بسبب الظلام مفزوعاً وتسمر في مكانه ولم يتحرك... علا صوت الخبط أكثر مع صوت أجش يصرخ من الخارج: -    افتح الباب! قبل أن يفكر في أي حركة كان الباب ينكسر ويدخل مجموعة من الأشخاص الذين اندفعوا نحو هذا الكائن الذي علا صراخه: -    سيبوني ..سيبوني ...أنا معملتش حاجة ...سيبوني... وفجأة...

الصفحة المطوية: البداية...

الحلقة الأولى "الصفحة المطوية قصة مسلسلة على حلقات على صفحات هذه المدونة، ويمكن الوصول لجميع الحلقات من هنا ، كذلك يسعدني تلقي أي استفسار أو تعليقات" لولا أنني عشت هذه القصة ورأيت كل أحداثها وتفاصيلها أو ربما يمكنكم أن تقولوا كنت أحد أبطالها، ما صدقت حرفاً منها! إذ أن ما بها يصعب تخيله أو التسليم بإمكانية حدوثه... بداية القصة لم تكن عندي، بل كانت هناك... من عنده...لعلكم تتساءلون عند من؟ الجواب في السطور القادمة... البداية...هو -           "أنا مش مصدق إنها اتخطبت...كده من غير مقدمات...طب إزاي وإمتى وفين؟" كانت المفاجأة أكبر من أي توقعات، فكيف بعد كل هذا الحب وهذه المشاعر ينتهي كل شيء فجأة هكذا بدون سابق انذار... -           "سامح...قولي إنك بتهزر...قولي إنك بتضحك عليه...قولي أي حاجة إنت ساكت ليه؟!" أمسكه سامح من يده وذهب به خارج القهوة في اتجاه الشارع، كان يمشي بخطوات متثاقلة ولم يبدي أي رد فعل بينما صديق عمره سامح يفتح باب السيارة ويدفعه ليجلس بالداخل... تحرك سامح بالسيارة وكان "هو" لا يزال صامتاً لا يت